فإن رأى كأنّه سل سيفاً ودخلها، فإنّه يأمر بالصعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً.
فإن رأى أن بابآً من أبواب الجنة أغلق عنه، مات أحد أبويه فإن رأى أن بابين أغلقا عنه، مات أبواه. فإن رأى كأنّ جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه.
فإن رأى كأنّه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين.
فإن رأى أنّه في الفردوس نال هداية وعلماً. فإن رأى كأنّه دخل الجنة متبسماً، فإنّه يذكر الله كثيرآً.
فإن رأى كأنّه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره، فإنّهَ يفيد غيره علماً يعمل به وٍ ينتفع، ولا يستعمله هو ولا ينتفع به.
فإن رأى كأنّه أكلً من ثمارها، رزق علماً بقدر ما أكل.
“فإن رأى كأنِّه منع ثمار الجنة، دل على فساد دينه، لقوله تعالى: “” مَنْ يُشْرك بالله فقَدْ حًزمَ الله عَلَيْهِ الجَنّةَ “” .”
“فإن رأى كأنّه ينكح من نساء الجنة، وغلمانها يطوفون حوله، نال مملكة ونعماً لقوله تعالى: “” وَيَطوفُ عَلَيْهمْ وِلدَان مُخَلّدُون “” . وحكي أنّ الحجاج بن يوسف، رأى في منامه كأنّ جاريتين من الحور العين نزلتا من المساء، فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء، قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: هما فتنتان يدرك إحداهما ولا يدرك الأخرى، فأدرك الحجاج فتنة ابنِ الأشعث ولم يدرك فتنة ابن المهلب. وإن رأى رضوان خازن الجنة، نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً، وسلم من البلايا، لقوله تعالى: “” وقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُها لسَلامٌ عَلَيْكًمْ “” . فإن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة، فإنّه يصير على أمر يصل به إلى الجنة، لقوله تعالى: “” والملائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَليهِم منْ كُلِّ بَابٍ “” . ويختم له بخير.”
وكذلك إن رأى أنّه شرب من مائها وخمرها ولبنها، نال حكمة وعلماً وغنى،
“فإن رأى كأنّه دخلها من أيّ باب شاء، فإنّهما عنه راضيان، فإن أى كأنّه دخلها، نالت سروراً وأمناً في الدراين، لقوله تعالْى: “” ادخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنين “” .”
“فإن رأى أنّه قيل له إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثاً، لقوله تعالى: “” وتلك الجَنّة التي اوُرِثْتُموها “” .”
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: من رأى الجنة ولم ير دخولها، فإن رؤياه بشارة بخير عمل عمله أو يهم بعمله، وهذه رؤيا متصف ظالم. وقيل من رأى الجنة عياناً، نال ما اشتهى وكشف عنه همه.